بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017


- خصائص اللغة الانسانية - هل ينفرد الانسان باللغة ؟ الاجابة على هذا السؤال تشبه الاجابة عن السؤال : هل الانسان متفرد بين الحيوانات ؟ فهى تعتمد الى حد بعيد على الخصائص التى يقرر المرء أن يركز عليها ، وأن يجعلها حاسمة فى تعريف اللغة . ومن الجائز على حد سواء أن نركز على الاختلافات الواضحة من حيث النوع ومن حيث الدرجة بين اللغة واللالغة أو على التماثلات الاقل وضوحا ، وقد يميل اللغوى وعالم النفس والفيلسوف الى التأكيد على أوجه الاختلاف بينما يركز السيميولجى ، وعالم الاحياء ، وعالم الاجناس على أوجه الشبه . فاللغة تتميز بامكانية التحول فى الوسيلة فاللغة بخلاف الشفرات التى تستخدمها كثير من الحيوانات ان لم تكن جميعها بدرجة عالية الى حد بعيد بوجود خاصية قابلية التحول فى الوسيلة ، لذلك فانه من الممكن أن نقرأ بصوت مرتفع ما هو مكتوب ، ومن الممكن كذلك أن نكتب ما نقوله ، ويستطيع المتكلمون المثقفون من أبناء اللغة أن يخبرونا – بصفة عامة – عما اذا كانت عملية تحويل الاشارات اللغوية من وسيلة الى أخرى قد تمت بطريقة سليمة أم لا ، وبقدر حرية اللغة فى اتخاذ الوسيلة التى تتحقق من خلالها اشاراتها اللغوية سنذهب الى ان اللغة لها خاصية القدرة على تغيير الوسيلة ، وهذه الخاصية ذات اهمية قصوى ولا تتطلب من المرء سوى اهتمام ضئيل فى مجال مناقشتنا لطبيعة اللغة ، وهذه الخاصية تعتمد على خصائص أخرى للغة ، وتسهم معها فى مرونة النظم اللغوية وقدرتها على التكيف . كما أنها تتميز بالمرونة وتعدد الاستعمالات . فنحن نستخدم اللغة للتعبير عن انفعالاتنا ومشاعرنا ، ولكى نلتمس تعاون رفاقنا ، ولكى نصوغ وعودنا ووعيدنا ، ولكى نصدر اوامرنا ، او نوجه أسئلتنا ، أو لنصوغ أحكامنا ، ويمكننا أن نشير الى الماضى ، والى الحاضر ، والى المستقبل ، والى الاشياء البعيدة عن سياق القول ، وحتى الى تلك الاشياء التى لاحاجة لوجودها ، وتلك التى ليس من الممكن ايجادها ، وليس هناك نظام اتصالى خاص بالانسان أو بغير الانسان يبدو أن له شيئا ما يشبه هذه الدرجة من المرونة وقابلية التغير . وتتحقق هذه السمات السابق ذكرها من خلال اتصاف اللغات البشرية بخصائص أربعة غاية الاهمية وهى : الاعتباطية ، والازدواجية ، والتمايز ، والانتاجية . اولا : الاعتباطية أو العشوائية . ويستخدم هذا المصطلح ليعنى : تعذر التفسير من خلال بعض المبادئ الاكثر عمومية ، وأكثر الامثلة وضوحا على الاعتباطية فى اللغة يتصل بالعلاقة بين المعنى والشكل ، بين الاشارة والرسالة ، بين الكلمة ومعناها ، وهناك أمثلة متفرقة فى كل اللغات لما يعرف تقليديا بظاهرة التسمية بالمحاكاة الصوتية ، لاحظ العلاقة غير الاعتباطية بين الشكل والمعنى فى الكلمات الاتية : crash ( يصدم ) فى اللغة الانجليزية ، وكلمة يوسوس فى اللغة العربية ، بيد أن الاغلبية العظمى من الكلمات فى كل اللغات غير مسماة بالمحاكاة الصوتية فالعلاقة بين ألفاظها ومعانيها اعتباطية ، فلفظ كلمة ما لايمكن أن ينبئ عن معناها كما أن معنى كلمة ما لا يمكن أن ينبئ عن لفظها . ويمكن أن نقول إنه ليس هناك علاقة طبيعية ولا منطقية بين اللفظ والمعنى فيما يتعلق بالاغلبية العظمى من الكلمات فى لغات العالم . والعرفية بهذا المعنى تزيد من مرونة نظام الاتصال وتعدد استعمالاته ، فاتساع المعجم ليس مقيدا بضرورة التوافق بين الشكل والمعنى من خلال بعض المبادئ الاكثر عمومية ( الطبيعية او المنطقية ) . ومن ناحية أخرى فان هذه الخاصية لها أثرها فى العبء الكبير الذى يقع على الذاكرة فى عملية اكتساب اللغة ، وارتباط صيغة معينة بمعنى معين يجب أن نعرفه فى كل كلمة بشكل مستقل ، اذن الاعتباطية او العشوئية التى من هذا النوع لها فوائدها وأضرارها فهى تجعل النطام اللغوى أكثر مرونة وتكيفا ، لكنها تجعل تعلمه أكثر صعوبة بالنسبة لاى فرد يتصدى لتفسير هذه الاشارات ولا يعرف النظام ، ولهذا فوائده وأضراره بالنسبة لمستخدمى النظام العاديين ، ومن المفترض أن يتفوق الجانب المفيد على الجانب الضار ، أما معظم النظم الاتصالية الخاصة بالحيوان ففيها رابطة لا اعتباطية بين شكل الاشارة ومعناها . ولا تنحصر الاعتباطية بقدر ما تلقى اللغة من اهتمام فى العلاقة بين الشكل والمعنى ، فهى تتسع كذلك بدرجة كبيرة لما يتعلق بكثير من البنية النحوية بلغات معينة بقدر ما تختلف نحويا الواحدة عن الاخرى ، ولو لم يكن الامر كذلك لكان تعلم اللغات الاجنبية أكثر سهولة . 2- الازدواجية : ونعنى بها أن للغة مستويين فوحدات المستوى الاساسى تتكون من عناصر المستوى الثانوى ولكلا المستويين اسسه التنظيمية الخاصة ، وسنلاحظ أننى أدخلت مميزا اصطلاحيا بين عنصر ، ووحدة . ونستطيع أن نعتبر أن عناصر اللغة المنطوقة هى الاصوات أو الفونيمات ، ولا تحمل الاصوات فى حد ذاتها معنى ، ووظيفتها الوحيدة أن يتجمع الواحد منها مع الاخر لتكوين وحدات لها - بصفة عامة - معان محددة ، ويرجع ذلك الى أن عناصر المستوى الادنى وهى الاصغر لا معنى لها بينما عناصر المستوى الاعلى وهى الاكبر لها معنى مميز يمكن التعرف عليه . ومن ثم وصفت العناصر بأنها ثانوية ووصفت الواحدات بأنها أساسية ، ونظم الاتصال كلها لها مثل هذه الوحدات الاساسية لكن هذه الوحدات ليست بالضرورة مؤلفة من عناصر ، ولا يكون للنظام خاصية الازدواجية الا اذا كانت فيه الوحدات والعناصر كلها ، ومعظم نظم الاتصال الخاصة بالحيوان لاتنهج هذا النهج بشكل واضح وتلك التى تنهج هذا النهج لا تتركب وحداتها الواحدة مع الاخرى بالطريقة التى تتركب بها الكلمات الواحدة مع الاخرى فى كل اللغات الانسانية لتكون العبارات والجمل . وفائدة الازدواجية أنه يمكن أن نركب عددا ضخما من الوحدات المختلفة من عدد صغير من العناصر ، فعدة آلاف من الكلمات – على سبيل المثال – تتركب من ثلاثين أو أربعين صوتا ، ولو أن هذه الوحدات الاساسية اتيح لها التركيب المنظم بطرق متنوعة فان عدد الاشارات المتميزة التى يمكن أن تنقل – وبالتبعية عدد الرسائل المختلفة – سيتزايد بدرجة كبيرة ، وليس هناك حد لعدد الاشارات اللغوية التى يمكن أن تتركب فى لغات معينة . 3- التمايز . ويقابل الاختلاف المتصل أو المتواصل ، والتمايز فى حالة اللغة خاصة للعناصر الثانوية ، ولكى نوضح ذلك فان الكلمتين bet ، و bit مختلفتان فى الصيغة فى كلتا اللغتين المنطوقة والمكتوبة ، ومن الممكن فعلا أن يصدر صوت حركة بطريقة وسط بين الحركتين اللتين تذكران عادة فى نطق هاتين الكلمتين ، لكننا اذا استبدلنا هذا الصوت بالحركة التى فى bit ، و bet فى السياق نفسه فلن تكون النتيجة أننا سننطق كلمة ثالثة مختلفة عن الكلمتين السابقتين أو تشاركهما خصائصهما ، ولكننا سننطق بشىء ما لا يعد كلمة على الاطلاق أو يعد صورة نطقية خاطئة لاحدى الكلمتين ، فما يميز صيغة معينة فى اللغة – بصفة عامة – ليس الترجيح أو الموازنة وانما العناصر جميعها سلبا أو ايجابا . وبناء عليه فان التمايز لا يعتمد اعتمادا منطقيا على الاعتباطية ، فهى تتفاعل معها لتزيد من مرونة النظم اللغوية وتعدد استعمالاتها ، فعلى سبيل المثال من الممكن من حيث المبدأ أن تكون كلمتان مختلفتان الحد الادنى للاختلاف غير أنهما متمايزتان فى الصيغة متشابهتان فى المعنى الى حد بعيد وهو ما لا يحدث بوجه عام ، فالكلمتان bet ،و bit لا يزيد الشبه بينهما فى المعنى عن أى زوج تختاره بشكل عشوائى من كلمات اللغة الانجيزية، وحقيقة أن الكلمات التى تختلف الحد الادنى من الاختلاف فى الشكل تختلف عادة فى المعنى الى حد بعيد أكثر من اختلافها الحد الادنى ، لها أثرها فى تعضيد التمايز فى الاختلاف الشكلى بينهما ،ففى معظم السياقات يكون ذكر احداهما أكثر احتمالا الى حد بعيد من ذكر غيرها وهو ما يقلل احتمالات عدم الفهم فى الاحوال الرديئة من الارسال الاشارى ، وفى نظم الاتصال الخاصة بالحيوان يرتبط عادة اللاتمايز ( أى التنوع المستمر ) باللااعتباطية . 4- الانتاجية . الانتاجية لنظام اتصالى ما خاصية تجعل تركيب الاشارات الجديدة وتفسيرها ممكنا ، ونعنى بالاشارات الجديدة تلك الاشارات التى لم تواجهنا من قبل ، والاشارات لا توجد فى بعض القوائم – مهما كانت ضخامة هذه القوائم – بحيث يجد مستخدم اللغة منفذا اليها، ومعظم نظم الاتصال الخاصة بالحيوان تبدو محدودة للغاية من حيث عدد اشاراتها التى يمكن ان ترسل وان تستقبل من قبل مستخدميها من تركيب أقوال كثيرة بغير حدود – لم يسبق سماعها أو قراءتها من قبل – وفهمها . وقد لاقت خاصة الانتاجية توكيدا فى المؤلفات اللغوية الحديثة لاسيما تلك التى تعزى لتشومسكى مع اشارة خاصة الى تفسير الاطفال للغة ، وحقيقة أن الاطفال يكون فى قدرتهم فى مرحلة مبكرة الى حد بعيد انتاج الاقوال التى لم يسمعوها من قبل دليل على ان اللغة لا تكتسب من طريق المحاكاة والذاكرة وحدهما . ويجب أن نؤكد عند مناقشة الانتاجية أنه ليس هناك مثل القدرة على تركيب أقوال جديدة فى اهميتها الحاسمة عند تقييم النظم اللغوية فعلى سبيل المثال القول بأن النظام الاتصالى الخاص الذى تستخدمه مملكة النحل للاستدلال على مصدر رحيق الزهور له خاصية الانتاجية يكون مضللا الى حد بعيد اذا كنا نعنى بذلك أن النظام – من هذه الناحية – يشبه اللغات الانسانية ، فالنحل ينتج اشارات متنوعة كثيرة بلا حدود ( تختلف من حيث ذبذبة أجسامها ومن حيث درجة الزاوية التى تتخذها فى مواجهة الشمس ) غير أنه يوجد اختلاف مستمر فى الاشارات ورابطة لا اعتباطية بين الاشارة والرسالة ، ولا يمكن أن يستخدم النحل هذا النظام ليحمل معلومات عن أى شىء سوى اتجاه مصدر الرحيق والمسافة التى تفصل بينهما .

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017


التغيير اللغوى(٢،١) ترجمة الدكتور / مصطفى التونى معظم فروع علم اللغة كما هو واضح من فصول هذا الكتاب تأخذ منظورا وصفيا أو تزامنيا تجاه اللغة فى محاولة لوصفها وبيانها فى فترة زمنية بعينها عادة ما تكون الفترة الراهنة على أنها نظام ( فى زمان بعينه ومكان بعينه ) وهو ما يعد تبسيطا مفيدا حقق الكثير من الانجازات على يد اللغويين المحدثين ، وذلك على الرغم من كون اللغات تتغير باستمرار وعلى نحو تدريجى . وقد رأينا فى الفصلين اللذين تناولا اكتساب اللغة الثانية ، وكذا اكتساب الاطفال للغتهم الام كيف بدت اللغة نظاما متغيرا ومتطورا يقدم رؤية قيمة فيما يخص بنيتها واستخدامها . ودراسة اللغة تاريخيا عبر الزمان يساعدنا فى فهم أفضل لتاريخ ما قبل الثقافة . ويناقش هذا الفصل علل التغيير اللغوى ، وخطواته ، وآلياته وهو ما يقع فى اطار اهتمام علم اللغة التاريخى ، وسنناقش فى البداية علل أو أسباب التغير اللغوى ، ونوضح المظاهر الرئيسية للتغيير اللغوى ، ثم نناقش بتفاصيل أكبر بعض آليات التغيير اللغوى ، وفى النهاية سنرى كيف يستخدم اللغويون المعلومات الخاصة بهذه العمليات وهم بصدد اعادة بناء اللغات التى لم يعد أحد يتكلم بها اعتمادا على الشواهد المأخوذة من اللغات التى انحدرت منها . أهداف هذا الفصل : بيان كيف ولماذا تتغير اللغات عبر الزمان . كيف يحدث التغيير الصوتى ؟ كيف يحدث التغيير الصرفى والنحوى ؟ كيف تتغير معانى الكلمات ؟ كيف يعيد اللغوى بناء اللغات التى لم يعد أحد يتحدث بها ؟ ربط التغيير اللغوى عبر الزمان باللهجات والتنوعات الموجودة فى اللغة الواحدة ، وكذلك ربطه باكتساب الاطفال للغتهم الام . التغير اللغوى (2) ترجمة الدكتور مصطفى التونى الشواهد الاتية من الكلام المنسوب الى زمان أسبق ، والتماثلات الموجودة فيما بين اللهجات تكشف عن تغيير اللغة عبر الزمان ، فعلى سبيل المثال فى القرن الرابع عشر وعندما كتب شوسر ( Chaucer ) حكايات كانتربرى كانت الكلمات الانجليزية : see,tooth,make,open, تنطق على نحو مختلف ، كما أن الكلمة اللاتينية / caru / karu بمعنى عزيزى كانت تنطق أيضا على نحو مختلف فيما يتعلق بالحركة الأخيرة التى أصبحت واوا ممالة تجاه الفتحة المفخمة وليست واوا خالصة ، وذلك فى اللغة الاسبانية ، أما فى اللغة الفرنسية فصارت تنطق / شير / وفقا للحروف العربية ، وعلى نحو أكثر معاصرة يمكن أن نقول إن الفارق المميز بين أصوات الحركات فى كلمات مثل pin ,pen, tin, ten قد تلاشى تماما فى لهجات المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية ، ففى هذه المناطق اندمجت الحركتان ، وذلك قبل الفونيمات الانفية ، وكما يوصف أحيانا علم اللغة بالتاريخية historical يوصف كذلك بالزمانية diachronic ويختص بتناول بيان كيفية تغير اللغات عبر الزمان . وتتكيف جميع اللغات للوفاء بالسياقات والاحتياجات المتغيرة الخاصة بالجماعات اللغوية ، وتتغير اللغات عادة نتيجة الاحتكاك بلغات أخرى ، وبالتالى بثقافات تلك اللغات ، ولذلك فإن التغير اللغوى يعكس تاريخ الجماعة اللغوية الاجتماعى والسياسى والعسكرى ، وعليه فإن دراسة التغير اللغوى يتيح لنا فهما أفضل لتاريخ الثقافة ، فعلى سبيل المثال احتلت فرنسا انجلترا لمدة ثلاثة قرون عقب الغزو النورماندى عام 1066 م ، وقد كان لذلك تأثير عميق على اللغة الانجليزية وهو ما يتضح من كلمات مستعارة من اللغة الفرنسية لكثير من المفاهيم الخاصة بالمجالات الحكومية والعسكرية والقانونية وذلك مثل : government , nation , parliament , society , royal , law, court , attorney , Judge, crime , jury وتعنى على الترتيب : حكومة ، وأمة ، وبرلمان ، ومجتمع ، وملكية ، وقانون ، ومحكمة ، ومحامى ، وقاض ، وجريمة ، وهيئة المحلفين ، وكلها مستمدة من اللغة الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر . وقد أحدثت القرون الثلاثة من الهيمنة الفرنسية تغييرا فى اللغة الانجليزية على المستوى الصوتى والصرفى والنحوى . ويتصف التغيير اللغوى بالنظام والمنهجية ، فالتغييرات الصوتية منذ اللغة الانجليزية الوسيطة أثرت بشكل كامل على مجموعة من الاصوات ، وليس فقط على أصوات تلك الكلمات التى ذكرناها من قبل مثل : see, tooth , open , make وهذه المنهجية تسمح للغويين التاريخيين بإعادة قراءة تاريخ اللغات ، وكذلك إعادة بناء الصيغ اللغوية الاسبق ، ومعرفة مجموعة الاشكال التى استخدمتها اللغة طوال تاريخها الذى يمكن استعادته يتيح لنا فهما أفضل للخيارات المتاحة وكذلك القيود المفروضة من حيث البنية والنظام تلك التى تشترك فيها اللغات الانسانية كلها . .

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017


التغير اللغوى (2) ترجمة الدكتور مصطفى التونى الشواهد الاتية من الكلام المنسوب الى زمان أسبق ، والتماثلات الموجودة فيما بين اللهجات تكشف عن تغيير اللغة عبر الزمان ، فعلى سبيل المثال فى القرن الرابع عشر وعندما كتب شوسر ( Chaucer ) حكايات كانتربرى كانت الكلمات الانجليزية : see,tooth,make,open, تنطق على نحو مختلف ، كما أن الكلمة اللاتينية / caru / karu بمعنى عزيزى كانت تنطق أيضا على نحو مختلف فيما يتعلق بالحركة الأخيرة التى أصبحت واوا ممالة تجاه الفتحة المفخمة وليست واوا خالصة ، وذلك فى اللغة الاسبانية ، أما فى اللغة الفرنسية فصارت تنطق / شير / وفقا للحروف العربية ، وعلى نحو أكثر معاصرة يمكن أن نقول إن الفارق المميز بين أصوات الحركات فى كلمات مثل pin ,pen, tin, ten قد تلاشى تماما فى لهجات المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية ، ففى هذه المناطق اندمجت الحركتان ، وذلك قبل الفونيمات الانفية ، وكما يوصف أحيانا علم اللغة بالتاريخية historical يوصف كذلك بالزمانية diachronic ويختص بتناول بيان كيفية تغير اللغات عبر الزمان . وتتكيف جميع اللغات للوفاء بالسياقات والاحتياجات المتغيرة الخاصة بالجماعات اللغوية ، وتتغير اللغات عادة نتيجة الاحتكاك بلغات أخرى ، وبالتالى بثقافات تلك اللغات ، ولذلك فإن التغير اللغوى يعكس تاريخ الجماعة اللغوية الاجتماعى والسياسى والعسكرى ، وعليه فإن دراسة التغير اللغوى يتيح لنا فهما أفضل لتاريخ الثقافة ، فعلى سبيل المثال احتلت فرنسا انجلترا لمدة ثلاثة قرون عقب الغزو النورماندى عام 1066 م ، وقد كان لذلك تأثير عميق على اللغة الانجليزية وهو ما يتضح من كلمات مستعارة من اللغة الفرنسية لكثير من المفاهيم الخاصة بالمجالات الحكومية والعسكرية والقانونية وذلك مثل : government , nation , parliament , society , royal , law, court , attorney , Judge, crime , jury وتعنى على الترتيب : حكومة ، وأمة ، وبرلمان ، ومجتمع ، وملكية ، وقانون ، ومحكمة ، ومحامى ، وقاض ، وجريمة ، وهيئة المحلفين ، وكلها مستمدة من اللغة الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر . وقد أحدثت القرون الثلاثة من الهيمنة الفرنسية تغييرا فى اللغة الانجليزية على المستوى الصوتى والصرفى والنحوى . ويتصف التغيير اللغوى بالنظام والمنهجية ، فالتغييرات الصوتية منذ اللغة الانجليزية الوسيطة أثرت بشكل كامل على مجموعة من الاصوات ، وليس فقط على أصوات تلك الكلمات التى ذكرناها من قبل مثل : see, tooth , open , make وهذه المنهجية تسمح للغويين التاريخيين بإعادة قراءة تاريخ اللغات ، وكذلك إعادة بناء الصيغ اللغوية الاسبق ، ومعرفة مجموعة الاشكال التى استخدمتها اللغة طوال تاريخها الذى يمكن استعادته يتيح لنا فهما أفضل للخيارات المتاحة وكذلك القيود المفروضة من حيث البنية والنظام تلك التى تشترك فيها اللغات الانسانية كلها . .

الاثنين، 18 سبتمبر 2017


التغيير اللغوى (1) ترجمة الدكتور / مصطفى التونى معظم فروع علم اللغة كما هو واضح من فصول هذا الكتاب تأخذ منظورا وصفيا أو تزامنيا تجاه اللغة فى محاولة لوصفها وبيانها فى فترة زمنية بعينها عادة ما تكون الفترة الراهنة على أنها نظام ( فى زمان بعينه ومكان بعينه ) وهو ما يعد تبسيطا مفيدا حقق الكثير من الانجازات على يد اللغويين المحدثين ، وذلك على الرغم من كون اللغات تتغير باستمرار وعلى نحو تدريجى . وقد رأينا فى الفصلين اللذين تناولا اكتساب اللغة الثانية ، وكذا اكتساب الاطفال للغتهم الام كيف بدت اللغة نظاما متغيرا ومتطورا يقدم رؤية قيمة فيما يخص بنيتها واستخدامها . ودراسة اللغة تاريخيا عبر الزمان يساعدنا فى فهم أفضل لتاريخ ما قبل الثقافة . ويناقش هذا الفصل علل التغيير اللغوى ، وخطواته ، وآلياته وهو ما يقع فى اطار اهتمام علم اللغة التاريخى ، وسنناقش فى البداية علل أو أسباب التغير اللغوى ، ونوضح المظاهر الرئيسية للتغيير اللغوى ، ثم نناقش بتفاصيل أكبر بعض آليات التغيير اللغوى ، وفى النهاية سنرى كيف يستخدم اللغويون المعلومات الخاصة بهذه العمليات وهم بصدد اعادة بناء اللغات التى لم يعد أحد يتكلم بها اعتمادا على الشواهد المأخوذة من اللغات التى انحدرت منها . أهداف هذا الفصل : بيان كيف ولماذا تتغير اللغات عبر الزمان . كيف يحدث التغيير الصوتى ؟ كيف يحدث التغيير الصرفى والنحوى ؟ كيف تتغير معانى الكلمات ؟ كيف يعيد اللغوى بناء اللغات التى لم يعد أحد يتحدث بها ؟ ربط التغيير اللغوى عبر الزمان باللهجات والتنوعات الموجودة فى اللغة الواحدة ، وكذلك ربطه باكتساب الاطفال للغتهم الام .

السبت، 16 سبتمبر 2017


السبت، 16 سبتمبر، 2017 اللغة والثقافة (١) ترجمة الدكتور مصطفى التونى تتشابك اللغة والثقافة على نحو وثيق من نواح عديدة ، وقد أثبت بالفعل كثير من اللغويين الانثروبولوجيين أنه من غير الممكن الفصل بينهما ، فمعانى العبارات لاتأتى فقط من الكلمات المنطوقة ، ولكن أيضا من خلال ما اتفق عليه من الناحية الثقافية فيما يتعلق باستخدام وتفسير هذه الكلمات بالاضافة الى كيفية استخدامها فى ثقافة معينة وفى زمن سابق قد مضى ، ويوضح هذا الفصل العلاقة بين اللغة والثقافة من خلال فحص سيناريوهات تمثيلية لمحادثات تفاعلية بين متكلمين تربوا فى بلدان مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ، وبين أمريكيين من اثنيات أو أعراق مختلفة ، وخلفيات اقليمية مختلفة ، والسيناريو المفتوح الذى يتعلق بالتواصل بين طالب أمريكى مع نظرائه الالمان يوضح جوانب تأثير ثقافية للغة لدرجة أنه يمكن أن يتسبب فى سوء فهم أو سوء تقدير فيما يتعلق بتبادل النوايا والقدرات ، وبعد ذلك سنقدم تصور أو مفهوم لبعض تلك الأطر الثقافية ، وبيان أن الفروق فيما بينها يمكن أن تؤدى الى تفاقم التمييز وعدم المساواة الاجتماعية ، وهو ما يتضح بالرجوع الى دراسات جون غومبيرز فى التواصل عبر الثقاقات ، وسوف نتحرك الى مناقشة استراتيجيات الاستدراك وأنماط المحادثات التى تنتج عن استخداماتها المنهجية لملامح مثل التداخل ومعدل الكلام وعدم التماثل ، ونأخذ فى اعتبارنا أيضا طقوس طبيعة المحادثات . وتتضح الاختلافات الخاصة بالطقوس الطبيعية للمحادثات من خلال أمثلة تتعلق باللغات والأجناس ، وتصور سفر التكوين الذى يعبر عن كيف تكون الاشياء أكثر سوءا ، ولا تكون جيدة على الاطلاق ، عندما يكلم الناس بعضهم بعضا من خلال أساليب مختلفة . وفى النهاية نضع فى الاعتبار الى أى حد يمكن ان تشكل اللغة فكر صاحبها ورؤيته لجزئيات العالم مرتبة ومتماسكة ومتناسقة لنصل فى نهاية المطاف الى أن من الأفضل أن ننظر الى اللغة والثقافة على أنهما كيان واحد . ويهدف هذا الفصل الى : أولا : استكشاف وتوضيح العلاقة التى تربط بين اللغة والثقافة . ثانيا : تحديد الدور الذى تؤدية اللغة ازاء الثقافة . ثالثا : بيان كيف يقدم التلاقى الثقافى رؤى لكيفية خلق معانى جديدة . رابعا : تحديد العناصر اللغوية النوعية التى يستخدمها المتكلمون لحمل المعانى فى المحادثات وكيف يمكن أن تتنوع من ثقافة الى أخرى . خامسا : أن نكون على دراية بالمصطلحات والمفاهيم الاساسية فى التحليلات اللغوية الانثروبولوجية للنسبية اللغوية . mostafa altony

السبت، 2 سبتمبر 2017


قضايا صوتية تطبيقية ----------------- هل أصاب حرف الطاء تغير لغوى فقد بموجبه صفة الجهر فأصبح حرفا مهموسا ؟ --------------------------------- كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه : "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب : أوّلاً : الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما : جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج . ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول : هل الطاء في نحو { الطآمّة } و { الطّلاق } ، { إطعام } ...يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس ؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء. ثانياً : إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة. ثالثا : هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي : قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { أضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. " أقول : هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما. وقال أيضاً رحمه الله : "..كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً ، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول : قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال. وقال رحمه الله : " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو { يستطع } و { استطاع } و { يستطيعون } وشبهه ، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء ، لضعفها وذلك نحو { اصطفى } ، { وهم يصطرخون } و { يصطلون } و { فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء ، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة ، فافهمه " الرعاية ص207. أقول : إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام ؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال. قال أبو عمر الداني (ت444) : " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في { بسطتّ } و{ أحطتّ } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع. وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء ، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى { فاختلط } و { وما اختلط } ، { فإن استطعت } و { تطلع } و { ولا تطغو }........" ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء ، وإلاّ صار تاء نحو { فرّطت } ، { أحطتّ } ، { كشطت } ، { حبطت } " التحديد ص139،140. وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون. هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم. رابعاً : ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين ، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة. خامساً : قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون } أقول : هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق ، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم }. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد. سادساً : إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم ، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء ، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد ؟ فأجبته وقلت : أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر ؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له : بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله. سابعاً : إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها. أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين محمد يحيى شريف الجزائري