بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 أغسطس 2017


36) أولى عربى عام + ثانية عربى أساسى وضح بعض الجوانب الخاصة بدراسة اللغة والتى تحظى باهتمامات اللغويين . يهتم اللغويون بكل اللغات الموجودة فى العالم وبكل التنوعات الموجودة ، النموذجية منها وغير النموذجية ، وذات المكانة منها والموصومة ، وهم يدركون أن اللغات لايمكن وجودها بأى معنى كامل دون بشر ، ويدركون تماما أن علم اللغة بوصفه فرعا علميا لا يزال فى مهده ، ويمكننا أن نوجه قدرا كبيرا من الاسئلة الصحيحة لكننا لا يمكن دائما أن نقدم اجابات تامة أو مقبولة ، وفيما بين الاسئلة التى يثيرها اللغويون : كيف نشأت اللغة ؟ وكيف يكتسبها الاطفال ؟ ولماذا تتغير اللغة ؟ وهل اللغات الانسانية كلها يرتبط بعضها ببعض ؟ وكيف يمكن أن نتعلم وأن نعلم اللغات التى هى ليست بلغتنا الام ؟ ولماذا يكون للناس فى كل البلدان وتحت كل الظروف لغة وأدب ؟ وسوف نبدأ بالسؤال الاول ثم نوضح كيف أن علم اللغة ينقسم أقساما فرعية فى محاولة لدراسة جوانب اللغة على نحو أكثر دقة ونظاما . وأبسط اجابة على السؤال الخاص بكيفية نشأة اللغة هو أننا لا نعرف كيف نشأت اللغة ، وليس من المرجح أننا سنعرف ذلك فى يوم من الايام ، ومن المفروض أن اسلافنا غادروا الغابات الى السهول من مئات الالاف من السنين ،وأن ظروفهم الجديدة تطلبت نظاما اشاريا اكثر تعقيدا الى حد كبير ، وقد ثبت أن الكائنات البشرية بدأت على نحو تدريجى باستخدام نظام من الاصوات لم يكن يحدده زمان ولا مكان ، ونعنى بذلك أن الكائنات الانسانية ما كانت تصدر الضوضاء فقط عند وجود الخطر ، ولكنها تعلمت ربط الخبرات وحتى التعجيل بها شفهيا ، ومن المحتمل أن تكون اللغات الانسانية تطورت من نظم اشارية بدائية ، واذا كان ذلك محتملا فانه ليس من الممكن اثباته . أولا : لأن التسجيلات التى لدينا فيما يتعلق باستخدام اللغة ترجع الى ما لا يقل عن ستة الاف سنة ، وتكشف هذه التسجيلات عن لغات لها صفة التعقيد والدقة كتلك التى تتصف بها نظائرها الحديثة ، ثانيا : لان كل اللغات الحديثة التى درست قادرة بشكل متكافئ على التعبير عن الاحتياجات اللغوية لمستخدميها ، وقد يعيش الناس فى ظروف بدائية لكن ذلك لا يعنى أن لغاتهم بسيطة أو يعوزها الدقة ، وكما صاغ جورج ستينر ذلك على نحو تصويرى : " عصابات الهنود الامازون الذين يعانون من الجوع والحرمان قد يكونون أكثر اسرافا فى أشكال الزمن لللأفعال بالمقارنة بأفلاطون ، ثالثا : انه على الرغم من أن اللغويين درسوا اللغة على الاقل لمدة ثلاثة آلاف سنة الا انه ليس لدينا نظام نحوى شامل أو مرض تماما لاى لغة من اللغات الحية ، ولا يزال الاطفال يتعلمون اللغة او اللغات الموجودة فى بيئاتهم على نحو تام وبسهولة أيضا – وهو ما يجب أن نضيفه – بدون توجيهات صريحة ، وربما كان أفضل ما يمكن القيام به هو أن ندرس لغات اليوم ، وعندما تكون معلوماتنا أكثر كمالا يمكن حينئذ أن نكون قادرين على أن نقدم نظريات أشمل فيما يتعلق بنشأة اللغة ، وهى التى ستكون نظريات ومع ذلك لن تكون اجابات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق