بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 أغسطس 2017


(37) أولى عربى عام + ثانية عربى أساسى . اكتب مقالا عن : علم اللغة الاجتماعى يركز هذا الفرع على اللغة فى المجتمع ، وبعبارة أخرى يحاول أن يبحث كيف ولماذا يستخدم الناس اللغة عندما عندما يتفاعلون مع أفراد آخرين فى مجتمعهم ، ويبحث علم اللغة الاجتماعى التنوع الموجود فى اللغة ، وقد اتضح أن اللغة لا تستخدم فى توصيل الافكار فحسب بل تستخدم كذلك فى توصيل آرائنا فى الآخرين وفى أنفسنا ،وحتى أبسط الاقوال مثل كلمة hello يمكن أن تكشف عن رغبة المتكلم فى الصداقة والألفة . وأنه أو أنها من الارجح أن يكون بريطانيا ( كثير من الامريكيين يفضلون لفظا مخالفا )، وعليه فانه بتدبر أى اتصال منطوق سيلاحظ الدارس أن متكلم اللغة يكشف عن معلومات تتعلق بنوعه ، وبعمره التقريبى ، وبأصله الجغرافى ، وربما العرقى وبمستواه التعليمى ، وبموقفه من مستمعيه ، وتوجد أيضا تنوعات من حيث موضوع المناقشة فعلى سبيل المثال قضية نزع السلاح النووى لن تناقش من خلال الالفاظ التى يتسامر بها الجيران ، ولن يستخدم المرء صيغا لغوية متطابقة مع صاحب متجر من جهة ورجل دين من جهة أخرى ، والمتكلمون يمكنهم أيضا أن يتراوحوا فى الشكلانية ( الامور الشكلية فى السلوك والعلاقات ) من الالفة المشتركة باللغة الدارجة فى محادثة عارضة الى الفصاحة المفرطة التى تميز عادة المقابلات الصحفية والاذاعية ، اذن فالتنوع وليس الرتابة التى لا تتغير هى القاعدة المعمول بها فى استخدام اللغة الام ، وعليه يدرس المشتغلون بعلم اللغة الاجتماعى كيفية حدوث التنوع ، وأوقاته ، وأسبابه ، والطرق التى يسلكها . والمجتمعات ليست كلها أحادية اللغة ، ومن ثم يبحث اللغويون كذلك الاستخدام اللغوى فى المجتمعات الثنائية اللغة والمتعددة اللغات ، وفى مثل هذه المجتمعات يمكن أن تكشف احدى اللغتين عن درجة التعليم ، وتكشف لغة أخرى عن الصداقة والالفة ، فالبلجيكى الذى يتحول من الفرنسية الى اللغة الفلمنكية لا يكشف فقط عن سيادته على اللغتين ، فقد يعبر عن رأيه فى المستمع فيوحى على سبيل المثال أنه يدرك أن المستمع يعد أحد الاشخاص الذين يشاركونه خلفيته الثقافية . وفى المجتمعات المتعددة اللغات تظهر اللغات المشتركة عادة كوسيلة اتصال مسموع بها كان – أو لم يكن – لها وجود سابق ، ومما يثير الاهتمام أن هذه اللغات المشتركة أينما تتطور سواء فى أفريقيا أو آسيا أو استراليا أو أوربا فانها تكشف عن أوجه شبه جديرة بالملاحظة ، وفى البداية أدهشت أوجه الشبه هذه اللغويين ، لكن مع نمو معلوماتنا ، ومع زيادة ادراكنا لتشابه الكائنات الآدمية ، وتشابه احتياجاتها ، ربما كانت دهشتنا تتزايد اذا ثبت أن تقنياتنا فى الاتصال مختلفة الى حد بعيد . اذن وضع المشتغلون بعلم اللغة الاجتماعى أنفسهم ازاء مهام تتعلق ببحث الاستخدام اللغوى ، وتنوعاته ، وتطوره ، وتغيره ، والتوحيد القياسى له ، واللهجات الخاصة بالمناطق الجغرافية والطوائف الاجتماعية ، واللغات المشتركة ، والشفرات الخاصة ، وقد تمت معرفة الكثير بما فى ذلك حقيقة أننا نستخدم اللغة لصد الآخرين كما نستخدمها لتأسيس الروابط بهم ، ومن جهة أخرى يتعاظم نمو معلوماتنا ويتزايد ادراكنا بالمرونة والتعقيد غير العاديين فى نظم الاتصال الانسانى كلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق