بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 27 يوليو 2017


(٣١) أولى عربى عام + ثانية عربى أساسى تعد المدرسة البنيوية من أشهر المدارس اللغوية فى القرن العشرين . اشرح العبارة السابقة مبينا اسس تلك المدرسة وجوانب قوتها وجوانب ضعفها الاجابة مأخوذة من كتاب المدخل الى علم اللغة للوريتو تود ترجمة الدكتور مصطفى زكى التونى طور هذا المدخل فى الولايات المتحدة الامريكية ، وتكشف البنيوية عن نقطة أساسية تذهب الى أن تطور أى فرع من فروع المعرفة يتأثر بالوضع الثقافى والسياسى الذى يتطور فيه ، وفى أوائل هذا القرن كانت تختلف النظم اللغوية التى تصدر فى الولايات المتحدة عادة وبصورة ملحوظة عن تلك النظم اللغوية التى تصدر فى بريطانيا ، فالمدخل الانثروبولوجى مع تأكيده على الوسيلة المنطوقة لاقى استحسانا فى الولايات المتحدة الامريكية بسبب وجود لغات ايرلندية عديدة لا تكتب وتلفظ انفاسها ( تموت ) ، واللغويون الذين يعملون فى اطار مثل هذه اللغات نقلوا مهاراتهم ورؤاهم العميقة التى اكتسبوها الى بحوثم فى اللغة الانجليزية ، ومن الجهة الاخرى انفق اللغويون فى بريطانيا وقتا كثيرا فى اللغات الهندية وكثير منها ذات تقاليد طويلة فى الانتاج الادبى والتعليمى ، ووجه اللغويون البريطانيون قدرا أكبر من الاهتمام – وليس الامر غريبا – الى الوسيلة المكتوبة والى النظم الاملائية . ومن أوضح الصور التى عبرت من خلالها البنيوية عن نفسها ما هو موجود فى كتاب " اللغة " لليونارد بلومفيلد الذى نشر عام 1933 ، وهذا النموذج من النحو ظل موضع أخذ ورد تفصيليين وموضع نقد مؤثر ومهم ، وقد بدأ البنيويون بمقدمة منطقية تذهب الى أن كل لغة متفردة ويجب أن توصف من خلال أنماطها الخاصة ، وقد رفضوا التعريفات المؤسسة على المعنى مثل : " الجملة مجموعة من الكلمات تعبر عن فكرة تامة " متسائلين ومحقين فى تساؤلهم تماما : ما هى الفكرة غير التامة ؟ وقد حاولوا أن ينظروا الى الدراسة اللغوية بوصفها علما حيث تكون الدقة العلمية مطلوبة فى كل صيغها . وقد تصور البنيويون اللغة نظاما غاية التعقيد يمكن التنبؤ به بحيث يمكن للمرء أن يتحرك من الصوت الى الجملة مكتشفا الوحدات ذات المغزى فى كل مستوى ويقدم قوانين تربط بينها ، وقد بدءوا وعرفوا الفونيم ( الوحدة الصوتية ) بأنه اصغر وحدة فى النظام الصوتى للغة ، وكل لغة ذات قائمة من الاصوات ، ومهمة اللغوى تأسيس تلك الفونيمات التى هى ذات مغزى عند وصف اللغة ، والخطوة التى بعد الفونيمات هى المورفيمات ، وهى تراكيب من الفونيمات ، وتعرف بأنها أصغر الوحدات فى نظم الجملة ، وهناك نوعان من المورفيمات : مورفيمات مقيدة مثل : un- التى لايمكن أن ترد وحدها ، ومورفيمات حرة مثل : kind وهى التى يمكن أن ترد وحدها ، والمورفيمات الحرة تتكافأ مع الكلمات ، وتحدد طوائف الكلمات من خلال الشكل والوظيفة ، فالاسماء على سبيل المثال تختلف فى شكلها بين مفرد وجمع ، وبخصوص الجمع فهو يتضح من خلال اضافة s,z,iz الى المفرد ومن ثم : Gnat + s= gnats Tres + z= trees Horse +iz= horses والاسماء تصلح لأن تقع فى أطر مثل : ( the ) --------seemed very funny,good ,happy ,tired or .unreliable وعن طريق اختيار صيغ الكلمات ، وباعداد أطر اختبار تجنب البنيويون الاعتماد على المعنى . وأوضح البنيويون أن اللغة الانجليزية تتكون من كلمات تتعلق بأصناف مفتوحة وبمجموعات مغلقة ، فالاصناف المفتوحة هى طوائف من الكلمات مثل : الاسماء ، والافعال ، والصفات ، والظروف ( adverbs ) التى تعد ذات نهايات مفتوحة على نحو كامن بحيث يكون من المستحيل غالبا أن نضع فى قائمة كل الاسماء او الافعال فى اللغة الانجليزية على نطاق واسع ، وذلك لانه من الممكن أن تخلق كلمات جديدة ، وذلك بالاضافة الى أن الكلمات يمكن أن تتحرك من صنف الى اخر ، ( فكلمة Motown - على سبيل المثال – خلقت بدمج كلمتى motor ، وكلمة town ، وكلمة motor فى الاصل اسم لكنها يمكن أن تستخدم كذلك كفعل ، والمجموعات المغلقة كلمات مثل : المحددات والضمائر حيث يمكن أن توضع ألفاظ هذه المجموعات فى قائمة على نحو شامل ، ومن بين المجموعات المغلقة توجد الافعال المساعدة ، وحروف الجر التى توصف كذلك بالكلمات الوظيفية ، وذلك لان دورها الاساسى التعبير عن العلاقات النحوية ، ففى الجملة : Do you like cheese ? على سبيل المثال توجد كلمة do لصياغة السؤال لكن لها قيمة دلالية ضئيلة . ومن خلال دراسة كتلك استنبط البنيويون أن اللغة الانجليزية تشتمل على أصناف الكلمات الاتية : أسماء افعال ( أفعال مركزية ، وأفعال مساعدة ) صفات ظروف محددات حروف جر أدوات الوصل ، أو الربط ( الربط المتناسق ، والربط الاتباعى ) الضمائر كلمات التعجب وهذا التصنيف لا يختلف بصورة جذرية عن النموذج ذى التوجه اللاتينى للغة الانجليزية ، كما أن هذا التصنيف ليس مفاجئا بالنظر الى حقيقة أن اللغتين اللاتينية والانجليزية لغتان ذاتا قرابة . بينما يختلف البنيويون – بصورة جوهرية – عن اللغويين السابقين من حيث اعطائهم الاولوية للكلام ، وفى افتراضهم أنه أذا استخدم المتكلمون الاصليون بنية على نحو مطرد فحينئذ تكون هى البنية الصحيحة ، وفى اعلائهم أنه لا مجال للاعتماد على المعنى ، وفى تقديمهم توجيهات دقيقة بتركيب الفونيمات لتكون كلمات ، وبتركيب الكلمات لتكون تعبيرات وعبارات وجملا ، وفى طموحهم الى الاعتماد على معطيات يمكن التحقق منها وتكرارها . وقد حاول البنيويون أن يجعلوا دراسة اللغة كدراسة الكمياء من حيث اتصافها بالعلمية ، وكانت انجازاتهم كبيرة ، وكل نماذج اللغة الانجليزية التى جاءت بعدهم استثمرت اكتشافات البنيوية وتقنياتها ، ومن جهة أخرى ثمة ضعف فيهم لانهم اعتقدوا أن اللغات كلها يمكن أن تحلل من خلال عناصر ذات ترتيب ، وبخصوص العناصر المتتابعة ذهبوا الى أنه من الممكن التنبؤ بها على نحو متزايد ، ولانهم استخفوا بقدرة المتكلمين على الخلق والابداع وبحقيقة أن الجمل يمكن أن تكون متشابهة ولكنها تكون مختلفة الى حد بعيد ، وذلك مثل الجملتين الاتيتين : John asked me what to do .= جون سألنى ماذا أفعل . John persuaded me what to do .= جون اقنعنى ما يجب القيام به . اللتين تبدوان متشابهتين ، ويحللهما البنيويون على نحو متطابق ، ومع ذلك فان (جون ) فى الجملة الاولى هو الذى قام بالحدث بينما فى الجملة الثانية ضمير المتكلم هو الذى قام بالحدث ، وقد عملت تقنياتهم على نحو حسن فيما يتعلق بالجوانب المطردة للغة الانجليزية . ( ويمكن ان نذكر جملتين فى اللغة العربية تزيد العبارة السابقة وضوحا : فاذا قلنا : تلقى جون رسالة من صديقه ، وقلنا أيضا تلقى جون ضربة من صديقة يتبين لك كيف تتطابق الجملتان شكلا وتختلفان مضمونا أو معنى . هذا وقد عملت تقنياتهم ووسائلهم بشكل حسن فيما يتعلق بالجوانب المطردة للغة الانجليزية مثل : cat,cats, love,loved,loves,loving . ولم يكن الامر كذلك فيما يتعلق بالجوانب غير المطردة أو الشاذة مثل : foot,feet,drive,drove,sing,sang ومع كل جوانب القوة الواضحة لديهم ركز البنيويون على البنية السطحية للغة ، وكان أكثر الاهتمام لديهم منصبا على تحليل المعطيات أكثر من تقويم النتائج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق